القارة السمراء في قبضة نيجيريا وغانا.. ووداعا لدروجبا ورفاقه
أسدل الستار على بطولة كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين التي استضافتها جنوب أفريقيا على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية وتوج المنتخب النيجيري (النسور الخضر) عن جدارة بلقب البطولة بعد التغلب 1/صفر في النهائي على منتخب بوركينا فاسو مفاجأة هذه النسخة من البطولات الأفريقية.
وقدمت البطولة العديد من اللحظات الجيدة كما افتقدت لبعضها ولكن الأكثر إثارة أنها كانت شاهدا على تغيير واضح في موازين الكرة الكروية بالقارة الأفريقية.
وكان من الممكن أن تشهد البطولة مستوى أفضل خاصة في ثلثها الأخير ولكن العلامة المميزة لهذه البطولة ستكون ظهور قوى جديدة كانت كامنة.
ووصل منتخبا نيجيريا وغانا إلى المربع الذهبي في البطولة بفريقين يغلب عليهما طابع الشباب بعدما اختار كل منهما عدم استدعاء بعض اللاعبين المحترفين في أوروبا لأسباب تأديبية وتنظيمية.
وربما سار المنتخبان في هذا الطريق على نهج المنتخب الزامبي الذي توج باللقب في العام الماضي.
ومع تحول نظر الفريقين إلى عنصر الشباب، يبدو أن المنتخبين النيجيري والغاني سيحكمان الآن قبضتهما على مستقبل اللعبة في القارة ويخطفان المستقبل من نظيرهما الإيفواري الذي كان الأفضل في القارة السمراء على مدار السنوات الماضية رغم عدم فوزه بأي لقب.
وينتظر أن يعاني المنتخب الإيفواري (الأفيال) في السنوات القليلة المقبلة حتى ينجح في تجديد دماء فريقه الذي يعتمد حاليا على العديد من اللاعبين كبار السن.
وكانت منتخبات غرب القارة هي أكبر المستفيدين من هذه النسخة التي استشافتها جنوب أفريقيا حيث شهد دور الثمانية سبعة منتخبات من غرب القارة بينما كان أصحاب الأرض هم الاستثناء الوحيد واختفت فرق شرق وشمال ووسط القارة تماما في دور الثمانية بعدما خرجت منتخبات إثيوبيا (الشرق) وتونس والمغرب والجزائر (الشمال) والكونغو الديمقراطية (الوسط) من الدور الأول للبطولة.
وغاب عن البطولة للنسخة الثانية على التوالي المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) الفائز بلقب البطولة سبع مرات سابقة (رقم قياسي) نظرا لفشله في التصفيات المؤهلة للبطولة.
وقد تفرض منتخبات غرب القارة هيمنتها على البطولة التالية التي تستضيفها المغرب في 2015 .
والنقاط التالية توضح أفضل وأسوأ الأمور في النسخة التاسعة والعشرين للبطولة :
- أفضل مباراة : لقاء نيجيريا × كوت ديفوار 2/1 بمدينة راستنبرج في دور الثمانية للبطولة.
وفرد نسور نيجيريا أجنحتهم على هذه المباراة واستحقوا الفوز على الأفيال بهدفين سجلهما إيمانويل إيمينيكي صونداي مبا مقابل هدف للإيفواري شيخ إسماعيل تيوتي.
- أفضل لاعب بالبطولة : سيدو كيتا قائد منتخب مالي.
ربما لم يصل منتخب مالي إلى المباراة النهائية ولكن البطولة لم تشهد لاعبا قاد فريقه بهذا التميز أو ألهم رفاقه بهذه الطريقة للتقدم إلى الأمام مثلما فعل الأسطورة المالية سيدو كيتا عندما قاد فريقه لبلوغ المربع الذهبي ثم الفوز بالمركز الثالث.
وقال كيتا "حضرنا إلى البطولة وهدفنا الأساسي هو بلوغ الأدوار الفاصلة ، ونجحنا في هذا. حضرنا إلى هنا بعد فوزنا ببرونزية البطولة الماضية في عام 2012 ، ولكن العديد من الأشياء حدثت في بلدنا على مدار البطولة والتي أثرت على استعدادنا".
- المفاجأة الكبرى : منتخبا بوركينا فاسو وكيب فيردي (الرأس الأخضر).
وخاض المنتخب البوركيني فعاليات البطولة بعدما فشل في تحقيق أي فوز على مدار آخر 16 مباراة خاضها في البطولات الأفريقية وارتفع العدد إلى 17 مباراة بعدما افتتح الفريق مسيرته في البطولة بالتعادل 1/1 مع نظيره النيجيري ولكنه سحق نظيره الإثيوبي برباعية نظيفة في المباراة التالية ليكون هذا الفوز تمهيدا لاستمرار مسيرة الفريق نحو النهائي الأول في مسيرته بالبطولات الأفريقية.
خطف منتخب كيب فيردي الأنظار ونال احترام وتعاطف وتأييد جميع المشجعين المحايدين في كل مكان من خلال تأهله إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخه.
وتحت قيادة المدرب لوسيو أنتونيس ، الذي كان مراقبا جويا قبل توليه مسئولية الفريق ، وصل الفريق إلى دور الثمانية في البطولة وكان ندا قويا للمنتخب الغاني على استاد "نيلسون مانديلا باي" في مدينة بورت إليزابيث ولكنه فشل في تسجيل هدف التعادل بعد\ما تقدم المنتخب الغاني بهدف من ضربة جزاء وقبل أن يعزز نجوم غانا فوزهم بهدف ثان في الثواني الأخيرة من اللقاء.
- خيبة الأمل الأكبر : خروج كوت ديفوار مبكرا وسقطات التحكيم.
بعد تصدر المنتخب الإيفواري للمجموعة الرابعة في الدور الأول بالبطولة عبر انتصارين وتعادل ، بدا أن نجوم الجيل الذهبي للأفيال بقيادة المهاجم المخضرم ديدييه دروجبا عازمون على تحقيق الإنجاز الذي انتظروه طويلا وأنهم في الطريق للفوز باللقب الثاني للأفيال والأول في تاريخ الفريق منذ 1992 .
ورغم ذلك ، سقط الفريق المفعم بأكبر عدد من النجوم المتميزين وخرج من دور الثمانية أمام المنتخب النيجيري المتعطش للنجاح ليفقد دروجبا فرصة جديدة للتتويج في البطولة التي قد تكون الظهور الأخير له في كؤوس الأمم الأفريقية.
وشهدت البطولة أكبر كم من الحكام الذين يفتقدون لمستوى بطولة بهذا الحجم.
وفي المقابل ، قال الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) "على كل حال ، نحن مقتنعون بمستوى التحكيم ولكننا شاهدنا بعض الأخطاء التحكيمية خاصة في لقاء غانا وبوركينا فاسو بالدور قبل النهائي وكانت هناك أخطاء أخرى أيضا مثلما حدث في لقاء تونس مع توجو".
- هدف البطولة : هدف المباراة النهائية الذي سجله النيجيري صنداي مبا في مرمى بوركينا فاسو.
أظهر مبا مهارته بالفعل بهدف رائع وفاصل في مرمى كوت ديفوار بدور الثمانية ليقود نسور نيجيريا إلى المربع الذهبي ولكن هدف الفوز 1/صفر في النهائي كان أكثر روعة.
- النجوم الصاعدة : صنداي مبا وفيكتور موزيس نجما منتخب نيجيريا.
ربما لن يستمر اللاعب صنداي مبا /24 عاما/ بعد الآن مع فريق واري وولفز نتيجة العروض القوية التي قدمها في البطولة الأفريقيا حيث ساهم بأدائه وتحركاته في وسط الملعب أفضل مستوى له في مسيرته الكروية حتى الآن خاصة وأنه سجل هدف الفوز في كل من مباراتي الفريق أمام كوت ديفوار 2/1 في دور الثمانية وبوركينا فاسو 1/صفر في النهائي.
وتألق إلى جوار مبا في صفوف المنتخب النيجيري اللاعب فيكتور موزيس والذي أصبح أحد أبرز مفاتيح لعب النسور الخضر.