زامبيا تجرّع نيجيريا مرارة التعادل القاتل مجدّداً
فرض المنتخب الزامبي على نظيره النيجيري سيناريو تجرّع هدف التعادل في الدقائق الحرجة بهدف لمثله مجدّداً، اليوم الجمعة في إطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة في كأس أمم أفريقيا المقامة حالياً بجنوب أفريقيا والتي تمتدّ من 19 كانون الثاني/يناير حتى 10 شباط/فبراير المقبل.
وافتتح المهاجم إيمانويل إيمينيكي باب التهديف للمنتخب النيجيري (57)، في حين نجح الحارس الزامبي كينيدي موينيه من إدراك التعادل من ركلة جزاء (85).
وبهذا التعادل يتصدّر المنتخبان النيجيري والزامبي المجموعة الثالثة برصيد نقطتين مؤقّتاً، في انتظار مواجهة إثيوبيا أمام بوركينافاسو لاحقاً والتي قد تغيّر من وضع المجموعة في حال فوز أحد المنتخبين.
والجدير بالذكر حتى الآن هو "تسونامي" التعادلات الذي اجتاح البطولة، حيث سجّلنا حتى الآن 8 تعادلات في مجموع 13 مباراة لُعبت.
الحذر ثم الحذر ...
دخل المنتخبان مواجهتهما على ملعب "مبومبيلا" في نيلسبروت وسط ضغوط كبيرة، حيث كان المطلب الأوحد حصد النقاط الثلاث للانفراد بصدارة المجموعة والشعور ببعض الراحة والاطمئنان قبل جولة الحسم، لا سيما أنّ كليهما أخفق في نيل الفوز في مباراتيهما الافتتاحيتين اللتين انتهتا على واقع التعادل، أمام كل من بوركينافاسو بالنسبة لنيجيريا (1-1) وإثيوبيا بالنسبة للبطل زامبيا بنفس النتيجة.
وترجمت البداية التكتيكية الصّرفة للمباراة حالة الحذر الشديد والخوف من الهزيمة وتعقّد مسألة التأهل، وهو ما ظهر جلياً على مردود لاعبي المنتخبين، إذ طالت فترة جسّ النبض إلى فترات مطوّلة فضحت حالة "الجبن" والخوف من المجازفة بين مدرب نيجيريا "المحلّي" ستيفان كيشي ونظيره الفرنسي هيرفه رينار الفائز بلقب البطولة الماضية مع منتخب الـ"شيبولوبولو".
مأساة المستوى تتواصل
في هذا الشوط الأول، بدا لكل متابعي النسخة التاسعة والعشرين من الكان أنّ لا جديد يُذكر ولا تحسّن يُنتظر على مستوى العروض الفنية المقدّمة حتى هذه المباراة (الثالثة عشرة لحساب البطولة)، فالرداءة وقلة الحيلة لا سيما في الخطوط الهجومية لجميع المنتخبات هما سمتان مميّزتان لهذه النسخة، حيث لم ينجح 16 منتخباً في 13 مباراة سوى في تسجيل 18 هدفاً فقط.
وإلى حدّ هذه الجولة يجهل جميع الفنيين والمتابعين للكان متى سترتقي المستويات إلى حدّ يمكن للقارة السمراء أن تفخر به بين شقيقاتها.
أوبي ميكال يرفض التقدّم
وسط حالة السبات التي طبعت المواجهة النيجيرية – الزامبية التي من المفترض أن تتّخذ "ثوب القمة"، شهدت المباراة ندرة في الفرص وشحّاً كبيراً وهو ذات السيناريو الذي دأبت عليه كافة المباريات السابقة، حيث اصطبغت جميع الفرص من الجانبين بعنواني الرعونة والتسرّع في ظلّ حالة عدم التركيز التي لبسها المنتخبان حلّة في هذا الشوط الأول.
بيد أنّ الفرصة الذهبية لافتتاح باب التسجيل جاءت إلى منتخب "النسور الخضر"، إثر حصول المهاجم أحمد موسى محترف سسكا موسكو الروسي على ركلة جزاء من توغّل ذكي داخل المنطقة، قابله المدافع الزامبي دافيس نكوسو بتدخّل ساذج غير محسوب، ما جعل الحكم المصري جهاد غريشه لا يتردّد في الإعلان عن ركلة جزاء مستحقّة، تقدّم لها متوسط الميدان جون أوبي ميكيل نجم تشلسي الإنكليزي وأصاب بها القائم الأيمن للحارس الزامبي كينيدي موينيه دون زيارة مرماه، ليُضيع على نيجيريا فرصة التقاط الأنفاس وإكمال الشوط الأول في حالة معنوية أكثر راحة.
"البطل" يصحو
إهدار ميكال لفرصة التقدّم في النتيجة، كان بمثابة "الصفعة" التي أيقظت "الرصاصات النحاسية" لتعيد التحرّك والنشاط مجدّداً، حيث قام الثنائي الهجومي المكوّن من "القائد" كريستوفر كاتونغو و"المزعج" إيمانويل مايوكا ومن ورائهم صانع الألعاب المميّز إسحاق شانسا، بعمليات هجومية منسّقة في أواخر هذا الشوط كادت تسفر عن أهداف، على غرار المخالفة المباشرة التي سدّدها شيسامبا لونغو وأبدع الحارس النيجيري في تحويل مسارها إلى الركنية (28)، ورأسية متوسط ميدان مازيمبي الكونغولي (وصيف أفضل لاعب إفريقي محلّي) ستوبيلا سونزو التي كادت أن تغالط إنياما لولا أن نقصتها بعض الدقّة لتمرّ بجانب القائم بقليل (35).
وعلى مجمل ما قدّمه المنتخبان في هذا الشوط يمكن القول إنّ كليهما تفنّن في تقاسم صفات الرداءة، ومن ثم كانت نتيجة التعادل السلبي رغم ركلة الجزاء النيجيرية المهدورة، نتيجة منطقية وعادلة.
وجه مغاير لنيجيريا
استهلّ المنتخب النيجيري النصف الثاني من حواره أمام خصمه الزامبي بوجه مغاير عمّا بدا عليه في الشوط الأول، حيث أصبحت انطلاقات "الخطير" أحمد موسى وزميله في الخط الأمامي إيمانويل إيمينيكي تشكّل تهديداً صريحاً على العرين الزامبي الذي استشعر الإنذارات النيجيرية خاصة بعد توغّل موسى وتوزيعته الخطرة التي أخفق إيمينيكي في اللحاق بها (49).
ولم يتأخّر إيمينيكي في الإعلان عن نفسه بقوّة، وبعد فرصة أولى استثمر فيها حالة الارتباك في صفوف الخط الخلفي الزامبي غير أنّ كرته جاورت القائم بقليل (56). نجح بعدها بدقيقة تماماً في استغلال تمريرة بينية ذكية من زميله أوبي ميكيل "الذي أصلح غلطة إضاعته ضربة الجزاء"، وتخلّص من الرقابة الفردية ببراعة قبل أن يسدّد كرة يمينية صعبة على الحارس موينيه (57).
وبهذا الهدف يحتلّ إيمينيكي صدارة هدّافي الكان بهدفين، بما أنّه دشّن جدول أهدافه أمام بوركينافاسو في المباراة الأولى، وبالمناسبة هذا الهدف يحمل الرقم 7 في 16 مباراة دولية لنجم سبارتاك موسكو الروسي.
"الرصاصات" تعود لتخترق من بعيد
مع الاقتراب من ربع الساعة الأخير، عاد كيان الزامبيين ليحيى من جديد وذلك بفضل عدد من التغييرات التي أقحمها "الماكر" هيرفه رينار، أهمها دخول الثنائي كولينس مبيسوما وموكوكا مولينغا مكان زميليهما كريستوفر كاتونغو وشيسامبا لونغو في الدقيقة 66.
تغييرات رينار أعطت أكلها سريعاً وبثّت روحاً فُقدت في صفوف المنتخب الزامبي، حيث "توهّج" مردود متوسط الميدان رينفورد كالابا، الذي انفرد إثر مجهود فردي ممتاز بالحارس النيجيري إنياما غير أنّ الأخير كان بارعاً في تغطية زوايا مرماه لتضيع أولى الفرص الحقيقية للتعديل على الزامبيين (72).
وعاد كالابا ليؤدي مجدّداً دور الريادة في هجمات الرصاصات، وأهدى كرة على طبق ذهبي لزميله كولينس مبيسوما، ولكن المهاجم البديل تعامل مع الكرة برعونة كبيرة وسدّد بسهولة لا تضاهى بين أحضان إنياما (82).
بعد فرصة مبيسوما لم يتوقّع أحد أن تنجح زامبيا في تدارك الأمر مع بلوغ الخمس الدقائق الأخيرة، غير أنّ نجم الشوط الثاني بلا منازع كالابا نجح في "استثمار" سذاجة المدافع النيجيري أوجنيي أونازي محترف لاتسيو الإيطالي، وفرض عليه ارتكاب خطأ قاتل بجذبه من القميص، ليعلن الحكم جهاد غريشه للمرة الثانية في المباراة عن ضربة جزاء، نفّذها الحارس الزامبي كينيدي موينيه بثبات ودقة كبيرة مُهدياً هدف التعادل المستحقّ لمنتخب بلاده (85) وفارضاً على نيجيريا تجرّع سيناريو قبول هدف التعادل في الدقائق الأخيرة وهو ما حصل أمام بوركينافاسو أيضاً.
التشكيلتان الأساسيتان:
منتخب نيجيريا: (4-1-2-3)
حراسة المرمى: فينسان إنياما (1)
خط الدفاع: أولدرسون أوا إشيجيلي (3)، كينيث جوسياه أومريو (22)، غودفري أبوابونا (14)، أوجنيي أونازي (17)
خط الوسط: إيمانويل إيغيبور (20) [نوانكو إيميكا أوبيورا (4) دق 76]، فيغور أوغوديه (13)، جون أوبي ميكال (10)
خط الهجوم: فيكتور موسيس (11) [براون إيدييه (
دق 79]، أحمد موسى (7) [إيكيشوكوو أوتشيه (15) دق 89]، إيمانويل إيمينيكي (9)
المدرب: ستيفان كيشي
منتخب زامبيا: (4-4-2)
حراسة المرمى: كينيدي موينيه (16)
خط الدفاع: جوزيف موسوندا (4)، ستوبيلا سونزو (13)، دافيس نكوسو (6)، إيمانويل مبولا (18)
خط الوسط: ناتان سينكالا (19)، إسحاق شانسا (
[جوناس ساكواها (21) دق 73]، شيسامبا لونغو (3) [موكوكا مولينغا (23) دق 66]، رينفورد كالابا (17)
خط الهجوم: كريستوفر كاتونغو (11) [كولينس مبيسوما (9) دق 66]، إيمانويل مايوكا (20)
المدرب: الفرنسي هيرفه رينار
طاقم تحكيم المباراة:
حكم الساحة: المصري جهاد غريشه
الحكمان المساعدان: التونسي أنور هميله، والكاميروني إفاريست منكواندي
الحكم الرابع: الجزائري جمال حيمودي