تحليل خاص : هل عاد اليوفنتوس؟

عندما هنأ رئيس يوفنتوس الأسبق جيامبيرو بونابيرتي، أسطورة الفريق أليساندرو دل بييرو، في رسالة مفتوحة في أعقاب معادلة رقمه القياسي في عدد الأهداف المسجلة في الدوري الإيطالي 178 هدفاً، قال له:"عَلِم الشباب في يوفنتوس ما هو يوفنتوس، اشرح لهم فخر ارتداء هذا القميص، احكِ لهم عن ما يجري من عطش الفوز".

يوفنتوس أحد نوادر كرة القدم التي وُلدت بطبيعتها قوة ضاربة، ثم شاء القدر بعد قرون من الاحتكار لبطولات البلاد والقارة، أن تصبح قوة غير ضاربة. لكن يوفنتوس يعلم من أعماق قلبه، أن القوة الحقيقية هي النهوض من السقوط، وليس أن أولد بطلاً.

يوفنتوس، الذي يعتبر الفريق الوحيد الذي تأهل ثلاث مرات متتالية للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، يغيب هذا العام عن منافسات الأبطال، بسبب حصوله على المركز السابع في الموسم المنصرم 2009-2010، ومنذ تلك اللحظة، أحيا يوفنتوس فريقه من جديد، واستقطب 10 لاعبين بعد أن سَرح عددا كبيرا من لاعبيه، على رأسهم ديفيد تريزيغيه (10 سنوات مع يوفنتوس) وماورو كامورانيزي (8 سنوات). وفي ذلك الوقت، قال النقاد إن يوفنتوس عاد لا محالة..بطبيعة الحال، كان قصد أولئك أن يوفنتوس عاد لينافس على بطاقة دوري أبطال أوروبا ليس أكثر، فيما جاء رد قائد الفريق أليساندرو دل بييرو سريعاً، عندما قال إن الفريق بإمكانه الفوز بكل شيء إذا ما التزمنا بروح ومجموعة واحدة.

وبدا واضحاً أن يوفنتوس في تصفيات الدوري الأوروبي، كان يمضي قدماً في نيته من أجل استعادة هيبته المحلية والأوروبية، وبعد انضباط اللاعبين التكتيكي وأهداف القائد الخلابة، أمام فرق نمساوية وايرلندية مغمورة، أعلنت "لاجازيتا ديللو سبورت": احترسوا يوفنتوس قد عاد!..في الواقع، خسر يوفنتوس أولى مبارياته في الدوري المحلي أمام المضيف باري 0/1. لكن ما رأيناه في ذلك اليوم كان أمراً مثيراً للاهتمام، فاللاعبون لم يستسلموا حتى الدقيقة 94 من زمن المباراة، وكانت آخر فرصة هي رأسية جورجي كيليني فوق العارضة بقليل. عندما كان اعتقاد الجمهور يغرق في الإحباط، كانت هذه البداية فعلياً هي منار الانطلاقة.

في المباراتين التاليتين، أمام سامبدوريا في الكالتشيو (3-3) وليخ بوزان النمساوي في الدوري الأوروبي (3-3)، أثبت لنا يوفنتوس قدرته على العودة من خلف أي نتيجة، فقد كان كالنار، كلما قذفت بها حجرا، ازدادت اشتعالا!. فإن كانت باري هي منار الانطلاقة.. فإن سامبدوريا وبوزان منار انطلاقة أخرى!

ثم انتفض يوفنتوس برباعية في أودينيزي في استاد الفريولي، وعندما أصاب اللاعبين شيء من التباهي بالنفس والغرور، ضربهم باليرمو بمقتل في تورينو 3/1..كان الجميل أن الجماهير استمرت في التصفيق حتى زوال اللاعبين من أرضية الملعب، إنهم يعلمون أن هذه الخسارة هي آخر صفعة على الوجه، وهو ما كتبه أليساندرو دل بييرو على موقعه عندما قال:"هذه الخسارة جاءت لتقول لنا نحن على الطريق الصحيح".

ومنذ تلك اللحظة، أصبحنا نرى يوفنتوس مختلفاً، تارة نرى فابيو كابيللو أمام مانشستر سيتي (1-1)، وأخرى مارتشيللو ليبي أمام انترناسونالي (0-0)، ثم انفجرت سياسة العبقري الجديد لويجي ديل نييري برباعية أمام ليتشي، وسط إعجاب الوسط الرياضي باليوفنتوس الجديد، وقد قال جيوفاني تراباتوني مدرب منتخب ايرلندا في أعقاب هذه النتيجة، إن يوفنتوس الآن أصبح قوياً للغاية. فعلاً، فإن لويجي ديل نييري لم يهدأ باله حتى عندما تقدم يوفنتوس بأربعة أهداف.. إنه يريد يوفنتوس أكثر شراسة، لا يريد التوقف عند هدف، والمواصلة حتى تشل الأقدام!..إنها كانت خير بداية ليوفنتوس حتى يعود شرساً، تماماً كما كانت ايطاليا تفوز بكأس العالم مع أول خسارة، والأمر ذاته مع إسبانيا في جنوب أفريقيا 2010. الخسارة الأولى تبعدك عن الأضواء..وتقربك من الذهب!

أخيراً، نقول إن يوفنتوس عاد بفضل ثلاثة أشياء، روح يوفنتوس الجديدة المتمثلة في إدارته ومدربه لويجي ديل نييري، عزيمة القائد أليساندرو دل بييرو، خليفة بافل ندفيد الصربي الجديد كراسيتش.

ومما لا شك فيه أن تقديم ثلاث مباريات متتالية بشكل تكتيكي ممتاز وتلقي هدف واحد فقط ، وصناعة عدد كبير من الفرص والتنويع بطريقة تسجيل الأهداف يؤكد بأن اليوفنتوس اقترب من العودة إلى اليوفي المرعب القادر على إسقاط الكبار وتبقى مواجهة بولونيا والميلان ما يجب انتظاره لنقول نعم بكل ثقة.

اليوفي‏ ‏كبير‏ ‏بس‏ ‏حظه‏ ‏صغير

صحيح انه عاد للانتصارات لكن لم يعد كسابقه يحتاج المزيد من التطور

اتمنى عشان يولع الكاتشو

يسلموو على مروركم

» اليوفنتوس سأل عن بادزيني
» بوفون : اليوفنتوس بات أقوى بكثير
» اليوفنتوس ينتصر بهدف على كلوب امريكا في ثاني مبارياته الوديه في الولايات المتحدة
» صور بعض لاعبين اليوفنتوس مع عائلاتهم بعد التتويج ببطولة الدورى
» اليوفنتوس يسعى للتعاقد مع مدافع زينيت والمنتخب البرتغالي