دورتموند يهزّ عرش "الملكي" برباعيّة ليفاندوفسكي
على غرار ما فعله مواطنه بايرن ميونيخ، حقق بوروسيا دورتموند الألماني فوزاً كبيراً على ضيفه ريال مدريد الإسباني 4 – 1 في ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الأربعاء.
سجل البولندي روبرت ليفاندوفسكي "سوبر هاتريك" في الدقائق 8 و50 و55 و67 من ضربة جزاء "بنالتي" لدورتموند، بينما سجل للريال البرتغالي كريستيانو رونالدو (43) الهدف اليتيم.
والواضح في الأمر أن الكرة الألمانية تعيش أحلى أيامها وأن الرقم 4 بات علامة فارقة في فوز الفرق الألمانية ورقم شؤم على النوادي الإسبانية بعدما كان بايرن ميونيخ دك حصون ضيفه برشلونة برباعيّة نظيفة أمس الثلاثاء في نصف النهائي الآخر.
مباراة للذكرى
وفي التفاصيل، فقد ألهب فريق دورتموند ملعب المباراة وانقض على ضيفه "العريق" وصاحب الباع الطويل في المسابقة الأعرق في القارة العجوز.
جاءت المباراة قوية وسريعة ومثيرة في كافة المقاييس الكروية والمفاهيم العامة للعبة، وأبدع البولندي روبرت ليفاندوفسكي مع باقي رفاقه تحت قيادة المدرب يورغان كلوب بمؤازرة جماهيرية هادرة أسهمت بتحقيق دورتموند فوزاً كبيراً أثلج صدره قبل مباراة الإياب الثلاثاء المقبل، وإن كان ريال مدريد فريق لا يؤمن جانبه تحت قيادة المحنك جوزيه مورينيو الذي بإمكانه التعويض وهو بحاجة للفوز 3-0 للعبور.
ويدين دورتموند باجتيازه أكثر من نصف الطريق نحو نهائي "ويمبلي" في 25 أيار/مايو المقبل، إلى ليفاندوفسكي الذي منح الفريق الألماني فوزه السادس من أصل ست مباريات خاضها في المسابقة على أرضه هذا الموسم.
وأصبحت الطريق ممهدة أمام دورتموند للثأر من ريال وإيقاف مسيره في نصف النهائي للموسم الثالث على التوالي، وذلك لأن النادي الملكي كان جرّده من لقب 1997 عندما أطاح به من الدور ذاته عام 1998 بالتعادل معه ذهاباً في "فيشتفالين شتاديون" 0-0 ثم الفوز عليه إياباً 2-0 في طريقه إلى الفوز باللقب للمرة الأولى منذ 1966 على حساب يوفنتوس الإيطالي (1-0).
وشاءت الصدف أن يكون دورتموند مجدداً الحاجز ما قبل الأخير بين النادي الملكي واللقب الذي ينتظره منذ عام 2002 (تغلب حينها على فريق ألماني آخر هو باير ليفركوزن 2-1)، لكن سيناريو 1998 أصبح مستبعداً بعد الفوز الكبير الذي حققه فريق المدرب يورغن كلوب على الميرينغي الذين يستضيفون لقاء الإياب الثلاثاء المقبل.
وجدد دورتموند فوزه على ريال الذي تواصلت عقدته على الأراضي الألمانية حيث سقط للمرة السادسة على التوالي ولم يفز سوى مرة واحدة في 25 زيارة، إذ تغلب على النادي الملكي 2-1 على هذا الملعب في دور المجموعات قبل أن يتعادل معه إياباً 2-2 في "سانتياغو برنابيو".
هل يتبخر الحلم؟
ويبدو أن حلم ريال في التأهل إلى النهائي للمرة الرابعة عشرة في تاريخه (رقم قياسي) والفوز باللقب للمرة الأولى منذ 2002 والعاشرة في تاريخه أصبح صعب المنال، فيما يلوح في الأفق نهائي ألماني بحت للمرة الأولى في تاريخ المسابقة.
وبدأ مدرب ريال البرتغالي جوزيه مورينيو الذي يخوض نصف النهائي للمرة السابعة في المواسم العشرة الأخيرة اللقاء وكما كان متوقعاً بإشراك الحارس دييغو لوبيز أساسياً على حساب إيكر كاسياس رغم تعافي الأخير من الإصابة، فيما استعان بسيرخيو راموس في مركز الظهير الأيمن، حيث بدأ مسيرته الكروية، وذلك بسبب إيقاف ألفارو أربيلوا بسبب طرده أمام غلطة سراي وإصابة الغاني مايكل إيسيان.
وفي ظل الاعتماد على راموس في مركز الظهير الأيمن، أوكل مورينيو الساعي لأن يكون أول مدرب يتوّج باللقب مع ثلاثة أندية مختلفة بعد أن أحرزه عام 2004 مع بورتو وعام 2010 مع إنتر ميلان الإيطالي، مهمة قلبي الدفاع إلى البرتغالي بيبي والفرنسي رافايل فاران.
أما في المقدمة ففضل المدرب البرتغالي، الاعتماد على الأرجنتيني غونزالو هيغواين عوضاً عن الفرنسي كريم بنزيمة، فيما كانت المفاجأة في خط الوسط بإشراك الكرواتي لوكا مودريتش على حساب الأرجنتيني الآخر آنخل دي ماريا.
وفي الجهة المقابلة، كانت الأجواء متشنجة إذ اضطر نجم دورتموند ماريو غوتسه إلى الاستعانة بالشرطة من أجل حمايته بسبب غضب الجمهور المستاء نتيجة قراره بالانضمام إلى الغريم بايرن ميونيخ مقابل 37 مليون يورو، وهي قيمة البند الذي يسمح له بفسخ العقد الذي يربطه بفريق يورغن كلوب حتى 2016.
وعاد البرازيلي فيليبي سانتانا الذي سجل هدف الفوز الدراماتيكي على ملقة في إياب ربع النهائي، إلى مقاعد الاحتياط لمصلحة مات هوملز، فيما غاب سيباستيان كيهل عن خط الوسط بسبب إصابة في قدمه ولعب بدلاً منه سفين بندر.
وكان الفريق الألماني الأقرب إلى التسجيل منذ الدقيقة 7 عندما فقد الألماني سامي خضيرة الكرة في منتصف الملعب فخطفها ماركو رويس وانطلق بها وتلاعب بالدفاع قبل أن يسدد كرة قوية صدها لوبيز ببراعة ثم سقطت أمام ليفاندوفسكي الذي تأخر في تسديدها في الشباك المشرعة أمامه ما سمح للدفاع بالعودة وإقفال الطريق أمامه.
لكن المهاجم الدولي البولندي عوض هذه الفرصة بعد ثوان معدودة عندما وصلته الكرة من الجهة اليسرى بتمريرة عرضية متقنة من غوتسه فتفوق على المدافع البرتغالي بيبي وانقض عليها بقدمه اليسرى وأودعها على يسار لوبيز (
.
وهدأت بعدها وتيرة المباراة وسط عجز ريال عن الانطلاق بهجمات منظمة ومد هيغواين المعزول بين مدافعي الفريق الألماني بالكرة وانتظر حتى الدقيقة 24 ليهدد مرمى رومان فيندنفيلر وذلك من ضربة حرة نفذها رونالدو لكن الحارس الألماني تألق وأنقذ فريقه من هدف التعادل.
ثم غابت الفرص مجدداً عن المرميين وسط اعتماد دورتموند على إقفال منطقته والانطلاق بالهجمات المرتدة التي كادت تثمر عن هدف ثانٍ لولا سقوط رويس في المنطقة بعد احتكاك مع فاران دون أن يحتسب الحكم ضربة جزاء (42).
ثم انطلق ريال بهجمة بدت كغيرها من الهجمات التي قام بها منذ بداية اللقاء حيث انتهت الكرة عند قدمي هوملز لكنّ الأخير أخطأ في إعادة الكرة إلى حارسه فخطفها هيغواين وانطلق بها إلى الجهة اليمنى ثم عكسها إلى رونالدو الوحيد أمام المرمى الذي سددها في الشباك (43) مسجلاً هدفه الثاني عشر في 11 مباراة هذا الموسم والسادس في المباريات الست الأخيرة لفريقه، فأصبح ثالث لاعب فقط في تاريخ المسابقة يجد طريقه إلى الشباك في ست مباريات على التوالي بعد المغربي مروان الشماخ (3 مع بوردو الفرنسي و3 مع أرسنال الإنكليزي) والتركي بوراك يلماظ (غلطة سراي).
لكن دورتموند التقط أنفاسه بعد استراحة الشوطين وتمكن من استعادة تقدمه في الدقيقة 50 من خلال ليفاندوفسكي أيضاً الذي كسر مصيدة التسلل بعد تمريرة بينية متقنة من رويس ثم سيطر على الكرة بحنكة قبل أن يسددها بالجهة الخارجية لقدمه اليمنى على يسار لوبيز وسط اعتراض لاعبي النادي الملكي الذين طالبوا بإلغاء الهدف بداعي التسلل لكن الإعادة أظهرت أن البولندي لم يكن متسللاً.
ولم يكد ريال يستفيق من صدمة الهدف حتى ضرب ليفاندوفسكي مجدداً في الدقيقة 55 وأكمل ثلاثيته عندما سقطت الكرة أمامه بعد أن ارتدت من الدفاع إثر تسديدة من مارسيل شميلتسر، فسيطر عليها على نحو رائع بين مدافعين من النادي الملكي ثم أطلقها صاروخية في سقف الشباك.
وكاد إيلكاي غوندوغان أن يجعل وضع ريال أكثر تعقيداً عندما قام بمجهود فردي مميز عند حدود المنطقة قبل أن يتلاعب ببيبي ثم يطلق كرة صاروخية حولها لوبيز بأطراف أصابعه إلى فوق العارضة (62).
لكن الفريق الألماني لم ينتظر طويلاً لإضافة الهدف الرابع من ضربة جزاء مستحقة تسبب بها تشابي ألونسو بدفعه رويس داخل المنطقة فانبرى لها ليفاندوفسكي بنجاح (67)، مسجلاً هدفه الرابع في المباراة والعاشر في المسابقة هذا الموسم.
تاريخيّة لليفاندوفسكي
أصبح ليفاندوفسكي خامس لاعب يسجل رباعية في مباراة ما بعد الدور ربع النهائي من المسابقة بصيغتيها السابقة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) والحالية بعد أسطورتي ريال مدريد ألفريدو دي ستيفانو والمجري فيرينيك بوشكاش ولاعب برشلونة السابق المجري الآخر ساندرو كوسيتش واللاعب الحالي الأرجنتيني ليونيل ميسي، علما بأن بوشكاش اللاعب الوحيد الذي سجل رباعية في النهائي (1960).
وهناك 11 لاعباً سجلوا خماسية في مباراة واحدة لكن في الدورين الأول والثاني وبينهم ميسي موسم 2011-2012 ضد باير ليفركوزن الألماني (7-1). وكاد ليفاندوفسكي أن يصبح أول لاعب يسجل خماسية في مباراة ما بعد الدور ربع النهائي عندما أطلق كرة صاروخية من حدود المنطقة لكن لوبيز تعملق وأنقذ فريقه (78).