توّج مهاجم إنتر ميلان الإيطالي الكاميروني صامويل إيتو مسيرته الناجحة هذا الموسم بالحصول على لقب أفضل لاعب في القارة الأفريقية لعام 2010 في الحفلة التي أقامها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) في القاهرة بعد صراع عنيف مع الإيفواري ديديه دروغبا والغاني أسامواه جيان.
وحقق إيتو رقماً قياسياً جديداً بفوزه باللقب للمرة الرابعة في تاريخه، وهو ما لم يحققه لاعب آخر، إذ سبق له الفوز باللقب ذاته في الأعوام 2004 و2005 و2006، وحقق إيتو مع إنترميلان لقب بطولة دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى ألقاب بطولتي الدوري والكأس في إيطاليا، والسوبر المحلي وكأس العالم للأندية.
وعلى رغم البداية المشرقة لإيتو مع منتخب بلاده والتي أهلته لانتقال مباشر إلى ريال مدريد الإسباني عام 1996، فإنه لم يتمكن من حجز موقع في تشكيلة الفريق ليتأخر ظهوره الأول مع النادي الملكي عامين كاملين. وشكّل زخم النادي الملكي بالنجوم وقتها ومع الأداء المتواضع النسبي الذي قدمه النجم الكاميروني في ظهوره الأول دافعاً للنادي الملكي لإعارته إلى نادي إسبانيول الذي انتقل منه إلى ليغانيس في دوري الدرجة الثانية الإسباني.
وعلى رغم الإحباط الذي واجهه إيتو باللعب في ليغانس فإن بصيص الأمل ظهر في مشواره حينما تقدم ريال مايوركا الذي كان ينافس في الدرجة الأولى وقتها بعرض لضم اللاعب في مقابل 5.5 مليون يورو عام 1999. وفي مايوركا أثبت إيتو وجوده متصدراً قائمة هدافي دوري الدرجة الأولى برصيد 23 هدفاً في 70 مباراة شارك فيها، بجانب إسهامه في فوز منتخب بلاده لتحقيق الميدالية الذهبية لأولمبياد سيدني 2000. وتوالت نجاحات إيتو وذاع صيته مع مطلع القرن الجديد لتبدأ الأندية الكبرى في «الليغا» في الصراع للحصول على خدمات اللاعب، والتي كان على رأسها ريال مدريد وغريمه التقليدي برشلونة، ولكن الكاميروني الشاب لم يتخلص من غضبه تجاه النادي الملكي الذي كاد ينهي مشواره الاحترافي مبكراً وفضل الانتقال إلى برشلونة في مقابل 24 مليون يورو في صيف 2004، وفي أول مواسمه مع برشلونة تمكن «البرسا» من انتزاع لقب الدوري الإسباني لموسم 2004-2005، في موسم كان فيه إيتو المنقذ الأول للفريق بـ 24 هدفاً سجلها.
وعلى رغم العلاقة الرائعة التي تميز بها مشوار إيتو مع «البارسا» والتي توّجها اللاعب الأسمر بتصريحات عده عن مدى سعادته في الفريق الكتالوني وأنه لا ينوي الرحيل مطلقاً فإن موسم 2006-2007 شهد بداية سيئة لإيتو مع الفريق، إذ تعرض لتمزق في غضروف الركبة الأيمن خلال مباراة دوري المجموعات في كأس أبطال أوروبا ضد بريمن في 27 أيلول (سبتمبر) 2006 ما أبعده عن الملاعب خمسه أشهر كاملة عاد بعدها إلى الملاعب في كانون الثاني يناير 2007.
وفي 11 شباط (فبراير) من العام ذاته رفض إيتو الدخول بديلاً في مباراة فريقه أمام راسينغ سنتاندير ما أثار حفيظة المدير الفني للفريق فرانك ريكارد وتبدأ علاقة اللاعب بالنادي في التوتّر وبرز التوتر في علاقة اللاعب بالنادي الكتالوني في تصريحات المدير الفني جوسيب غوارديولا مع مطلع موسم 2008-2009 التي أكد فيها أن إتو خارج حساباته تماماً. وعلى رغم هذه التصريحات تحلى إيتو بحس احترافي ليصمد ويساعد فريقه في تحقيق أعظم مواسمه على الإطلاق ليتألق ويسجل 36 هدفاً ليقود الفريق نحو التتويج بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، ومع نهاية الموسم اتفق برشلونة مع إنتر ميلان على مبادلة إيتو - المسعر بـ15 مليون يورو - والبلاروسي ألكسندر هليب، بالسويدي زالاتان إبراهيموفيتش، لينهي الكاميروني الشاب مشواره في النادي الكتالوني الذي سجل له 108 أهداف خلال 145 مباراة خاضها مع الفريق. ويبدأ مشواراً آخر ناجحاً مع إنتر ميلان الإيطالي. وكان إيتو كشف أنه يعاني كثيراً من العنصرية، إذ تعرض حينما كان يلعب في صفوف برشلونة أمام راسينغ سانتاندير في 2006 لتصرفات عنصرية من جماهير الخصم التي قامت بتقليد أصوات القرود، إشارة إلى بشرته السمراء وكونه أفريقياً، كما أن اللاعب الكاميروني تعرّض الموسم الحالي بجانب زميله في الفريق ماريو باللوتيلي للهتافات العنصرية من بعض الجماهير الإيطالية، وبخاصة في المباريات التي جرت في المدن الشمالية مثل أتالانتا.